ومن الأعمال الأخلاقیة التي یتمسك بها أصحاب الخلق العالیة هي مساعدة المحتاجین والفقراء ولکن هذا العمل بحاجة إلی ظروف وتمهیدات ما لم تکن لن یکون للعمل أثر إجتماعي إیجابي ولن یؤجر أهله وللقرآن توصیات عدیدة تمهد إلی ذلك.
وجاء في الآیة 264 من سورة البقرة المبارکة "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ".
وجاء في تفسير "نمونة"(الأمثل) للمرجع الشيعي الكبير آية الله العظمى مكارم الشيرازي أن هذه الآیة الکریمة تحمل مثالین یبین القرآن الکریم من خلالهما عبثیَة الإنفاق إذا کان رئاء الناس.
والمثالان في هذه الآية هما " كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ" و " مَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا".
ویمنّ عند الإنفاق إلا أصحاب القلوب القاسیة وأن هؤلاء لاینتفعون بعملهم شیئاً.
وقال المفسر الايراني للقرآن الكريم "الشیخ محسن قرائتي" لدی تفسیره الآیة 264 من سورة البقرة المبارکة؛
أولاً: المنّ والأذی یبطلان الإنفاق. «لا تُبْطِلُوا»
ثانیاً: الرئاء دلیل علی ضعف الإیمان بالله ويوم القيامة لقوله تعالی " يُنْفِقُ مالَهُ رِئاءَ النَّاسِ وَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ".
ثالثاً: الإنفاق لیس أصلاً بل الأصل هو الإیمان الذي یدفع المؤمن إلی الإنفاق والصدقة.«رِئاءَ النَّاسِ»
رابعاً: عمل أهل المنّ کـ عمل من یبحث عن رئاء الناس وأعمال الکافرین.
خامساً: الذي یبحث عن رئاء الناس لن تکون له عاقبة حسنة.«فَتَرَكَهُ صَلْداً»
سادساً: من یبحث عن رئاء الناس لن یکون له أجر في الدنیا والآخرة.«لا يَقْدِرُونَ عَلى شَيْءٍ»
سابعاً: الذین یمنون ویبحثون عن رئاء الناس یسیرون علی خط الکفر والخطر.«لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ»